ما هو تاريخ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم
ما هو تاريخ ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم

ما هو تاريخ ولادة الرسول

لقد اختلف أهل التّاريخ والسّير في وقت ميلاد النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – اختلافاً شديداً، ومن ذلك أنّه ولد في الليل أم في النّهار، وهناك رواية رواها السّيوطي في الخصائص الكبرى
فقال:” عن عثمان بن أبي العاص قال: حدّثتني أمّي أنّها شهدت ولادة آمنة أمّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ليلة ولدته، قالت: فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور! وإنّي لأنظر إلى النّجوم تدنو حتّى أنّي لأقول ليقعنّ علي، فلما وضعت خرج منها نور أضاء له البيت والدّار، حتّى جعلت لا أرى إلا نوراً “.

وقد ذكر ذلك أيضاً كلّ من ابن سيّد النّاس في عيون الأثر، والطبري في تاريخه، والماوردي في أعلام النّبوة، والبيهقي في دلائل النّبوة، وابن الجوزي في المنتظم، وقد حصل خلاف كبير في هذه الأقوال، فقال الصّالحي في سبل الهدى والرّشاد:” الصّواب أنّه – صلّى الله عليه وسلّم – ولد في النّهار، وهو الذي ذكره أهل السّير، وحديث أبي قتادة مصرّح به “، وقد روى الأربعة عن سعيد بن المسيّب رحمه الله تعالى قال:” ولد رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – عند إبهار النّهار “، وقد جزم بذلك ابن دحية، وصححه الزركشي.

وأمّا قول الزّبير بن بكار فهو أنّه:” حملت به أمّه في أيّام التّشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى. وولد بمكة بالدّار المعروفة بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، لثنتي عشرة ليلةً خلت من شهر رمضان “، وقال السّهيلي في الرّوض الأنف:” ذكر أنّ مولده كان في ربيع الأوّل، وهو المعروف، وقال الزّبير: كان مولده في رمضان “. وقد نقل الصّالحي عن الذّهبي قوله في تاريخ الإسلام:” نظرت في أن يكون – صلّى الله عليه وسلّم – ولد في ربيع، وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان، فرأيته بعيداً من الحساب، يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أن يكون مولده في رمضان “. وهذا الخلاف في موعد ميلاد النّبي – صلى الله عليه وسلّم – لا يترتّب عليه أيّ حكم شرعي، وليس منه أيّ فائدة ترجى، قال محمّد الغزالي في فقه السّيرة:” لم يمكن المؤرخين تحديد اليوم والشّهر والعام الذي ولد فيه على وجه الدّقة …

وتحديد يوم الميلاد لا يرتبط به من الناحية الإسلامية شيء ذو بال؟ فالأحفال التي تقام لهذه المناسبة تقليد دنيوي لا صلة له بالشّريعة “.

(1) نسب النبي عليه السلام النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – هو ابن عبد الله الذّبيح، وقد سمّي بذلك لأنّ أباه أمر في منامه أن يحفر زمزم، وسمّيت بذلك لأنّها زمّت بالتراب، أو لزمزمة الماء فيها، فقامت قريش بمنعه من ذلك، ولم يكن له من الأولاد سوا الحارث، وكان سكنّى به، فنذر:” لئن ولد له عشرة نفر، ثمّ بلغوا أن يمنعوه، لينحرنّ أحدهم عند الكعبة لله تعالى “، فلما بلغوا ذلك، ضرب عليهم القداح، فخرج القدح على عبد الله وهو أصغر بنيه، وهذا ما قاله ابن إسحق، والصّواب بني أمّه، وإلا فحمزة والعباس رضي الله عنهما كانا أصغر منه. وأمّا أعمام النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فأوّلهم: الحارث، وأبو طالب، ثمّ الزبير، وعبد الكعبة، والمقوّم، وجحل واسمه المغيرة، والغيداق، وقثم، ومنهم من أسقطه، وضرار، وأبو لهب، واسمه عبد العزى، وقد كنّي بذلك لجماله، وصار في الآخرة لمآله. وأمّا عمّاته فهم: صفيّة، وعاتكة، وأروى، وهناك خلاف في إسلامهنّ، إلا صفيّة، وهناك أميمة أيضاً، وبرّة، وأم حكيم البيضاء.

(2) أولاد النبي عليه السلام ولد للنبي – صلّى الله عليه وسلّم – قبل نبوّته القاسم، وقد مات وله من العمر سنتين، وهو أوّل من مات من أولاد النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ زينب، وقد قال الكلبي أنّها أوّل ولده عليه السّلام، وقال السّرّاج: ولدت سنة ثلاثين، وماتت سنة ثمان من الهجرة، وذلك عند زوجها وابن خالتها أبي العاص لقيط. ومن أولاده – صلّى الله عليه وسلّم – رقيّة، وقد تزوّجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ماتت عنده، وقد تزوّجت في البداية من عتبة بن أبي لهب، فلمّا بعث النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ونزلت الآية:” تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ “، قال أبو لهب:” رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق رقيّة “، ففارقها قبل أن يدخل فيها، ثمّ هاجر بها عثمان إلى الحبشة. ومن أولاده أيضاً فاطمة وكنيتها: أمّ ابنيها، وقد تزوّجت عليّ بعد أحد، وقيل: في السّنة الثّانية في شهر رجب، ومنهم أيضاً أمّ كلثوم، وقد تزوّجها عتيبة بن أبي لهب، وقد أمره أبوه أن يطلقها، وكان ذلك قبل الدّخول بها، وقد تزوّجت من عثمان في سنة ثلاث في جمادى الآخرة، ثمّ توفّيت في شعبان سنة تسع. ثمّ ولد له عبد الله، وقد مات بمكّة، فقال العاصي بن وائل:” قد انقطع ولده، فهو أبتر “، فأنزل الله سبحانه وتعالى:” إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ “، ومن ولده أيضاً إبراهيم من ماريّة، وقد توفّي وله سبعون يوماً، وكان ذلك في ربيع الأول يوم الثلاثاء لعشر خلون منه.

منقول عن موقع إسلام ويب

كُتب بواسطة

mazagzag

Less is more